إذا فاتباع سبيل المؤمنين أو عدم اتباع سبيل المؤمنين أمر هام جدا إيجابا وسلبا، فمن اتبع سبيل المؤمنين فهو الناجي عند رب العالمين، ومن خالف سبيل المؤمنين فحسبه جهنم وبئس المصير، من هنا ضلت طوائف كثيرة جدا قديما وحديثا؛ لأنهم لم يلتزموا سبيل المؤمنين، وإنما ركبوا عقولهم، بل اتبعوا أهواءهم في تفسير الكتاب والسنة، ثم بنوا على ذلك نتائج خطيرة جدا، وخرجوا بها عما عليه سلفنا الصالح، وهذه الفقرة من الآية الكريمة {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}، أكدها عليه الصلاة والسلام تأكيدا بالغا في غير ما حديث نبوي صحيح، وهذه الأحاديث التي أشير إليها الآن وسأذكر بعضا منها مما تساعدني عليه ذاكرتي، ليست مجهولة عند عامة المسلمين، فضلا عن خاصتهم، لكن المجهول فيها هو أنها تدل على ضرورة التزام سبيل المؤمنين في فهم الكتاب والسنة، ووجوب ذلك وتأكيده. وهذه النقطة يسهو عنها كثير من الخاصة فضلا عن هؤلاء الذين عرفوا بجماعة:(التكفير)، أو بعض أنواع الجماعات التي تنسب نفسها للجهاد، وهي في حقيقتها من فلول التكفير. فهؤلاء وأولئك قد يكونون في قرارة أنفسهم صالحين، ومخلصين، ولكن هذا وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عز وجل من الناجين المفلحين، إذ لا بد للمسلم أن يجمع بين أمرين: الإخلاص وحسن الاتباع لما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يكفي إذا أن يكون المسلم مخلصا وجادا في ما هو في صدده من العمل بالكتاب والسنة والدعوة إليهما، بل لا بد -بالإضافة إلى ذلك- من أن يكون منهجه منهجا سويا سليما، فمن تلك الأحاديث المعروفة التي أشرت إليها حديث الفرق الثلاث والسبعين، وهو قوله