للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الوسائل التي لا بد منها: كمعرفة اللغة العربية، والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك، بل لا بد أن يرجع قبل كل ذلك إلى ما كان عليه أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنهم كما تبين من آثارهم، ومن سيرتهم أنهم كانوا أخلص لله عز وجل، في العبادة، وأفقه منا في الكتاب والسنة، إلى غير ذلك من الخصال الحميدة التي تخلقوا بها، ويشبه هذا الحديث تماما، من حيث ثمرته وفائدته- حديث الخلفاء الراشدين الذي ذكر في السنن من رواية العرباض بن سارية رضي الله عنه، حيث قال: وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: كأنها موعظة مودع، فأوصنا يا رسول الله فقال: " عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا، وسترون من بعدي اختلافا شديدا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم والأمور المحدثات، فإن كل بدعة ضلالة" (١) وذكر الحديث.

والشاهد من هذا الحديث، هو الشاهد من جوابه عليه الصلاة والسلام عن السؤال السابق، حيث حض أمته في أشخاص أصحابه أن يتمسكوا بسنته، ثم لم يقتصر على ذلك بل قال: " وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"، إذا لا بد لنا من أن ندندن دائما وأبدا حول هذا الأصل الأصيل إذا أردنا أن نفهم عقيدتنا، وأن نفهم أخلاقنا وسلوكنا، ولا محيد عن العودة إلى منهج سلفنا الصالح لفهم كل هذه الأمور التي لا بد


(١) رواه مسلم في "الصحيح" (١٨٣٨). والبخاري في "الصحيح" (٢٧٩٦) وأبو داود في "السنن" (٤٦٠٤) وابن ماجه في "السنن" (٤٢).

<<  <   >  >>