للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هلا تركتم هذه الناحية جانبا وبدأتم بتأسيس القاعدة التي على أساسها تقوم قائمة الحكومة المسلمة، وذلك باتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي ربى أصحابه عليها ونشأهم على نظامها وأساسها، وذلك ما نعبر عنه في كثير من مثل هذه المناسبة بأنه لا بد لكل جماعة مسلمة من العمل بحق لإعادة حكم الإسلام ليس فقط على أرض الإسلام بل على الأرض كلها تحقيقا لقوله تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: آية ٩].

وقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن هذه الآية ستحقق فيما بعد؛ فلكي يتمكن المسلمون من تحقيق هذا النص القرآني هل يكون الطريق بإعلان ثورة على هؤلاء الحكام الذين يظنون أن كفرهم كفر ردة.

ثم مع ظنهم هذا -وهو ظن خاطئ- لا يستطيعون أن يعملوا شيئا، ما هو المنهج؟ وما هو الطريق؟ لا شك أن الطريق هو ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدندن حوله ويذكر أصحابه به في كل خطبة: " وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم " (١).

فعلى المسلمين كافة وبخاصة منهم من يهتم بإعادة الحكم الإسلامي


(١) رواه مسلم في كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، حديث رقم (٨٦٧).

<<  <   >  >>