للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الإسلام ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "من بدل دينه فاقتلوه" (١).

ثم قلت -وما أزال أقول- لهؤلاء الذين يدندنون حول تكفير حكام المسلمين: هبوا أن هؤلاء كفار كفر ردة، وأنهم لو كان هناك حاكم أعلى عليهم واكتشف منهم أن كفرهم كفر ردة لوجب على ذلك الحاكم أن يطبق فيهم الحد؛ فالآن ما تستفيدون أنتم من الناحية العملية إذا سلمنا جدلا أن كل هؤلاء الحكام كفار كفر ردة؟ ماذا يمكن أن تعملوه؟ هؤلاء الكفار احتلوا من بلاد الإسلام، ونحن هنا مع الأسف ابتلينا باحتلال اليهود لفلسطين؛ فماذا نستطيع نحن وأنتم أن نعمل مع هؤلاء حتى تقفوا أنتم -وحدكم- ضد أولئك الحكام الذين تظنون أنهم من الكفار؟ (٢).


(١) رواه البخاري في كتاب استتابة المرتدين، باب حكم المرتد، حديث رقم (٦٩٢٢).
(٢) قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
هذا الكلام جيد، يعني أن هؤلاء الذين يحكمون على الولاة المسلمين بأنهم كفار، ماذا يستفيدون إذا حكموا بكفرهم؟ أيستطيعون إزالتهم؟
لا يستطيعون، وإذا كان اليهود قد احتلوا فلسطين قبل نحو خمسين عاما، ومع ذلك ما استطاعت الأمة الإسلامية كلها، عربها وعجمها أن يزيحوها عن مكانها، فكيف نذهب ونسلط ألسنتنا على ولاة يحكموننا؟ ونعلم أننا لا نستطيع إزالتهم، وأنه سوف تراق دماء، وتستباح أموال، وربما أعراض أيضا، ولن نصل إلى نتيجة.
وإذا ما الفائدة؟ حتى لو كان الإنسان يعتقد فيما بينه وبين ربه أن من هؤلاء الحكام من هو كافر كفرا مخرجا عن الملة حقا، فما الفائدة من إعلانه وإشاعته إلا إثارة الفتن؟ كلام الشيخ الألباني هذا جيد جدا.
لكنا قد نخالفه في مسألة أنه لا يحكم بكفرهم إلا إذا اعتقدوا حل ذلك، هذه المسألة تحتاج إلى نظر؛ لأننا نقول: من حكم بحكم الله وهو يعتقد أن حكم غير الله أولى فهو كافر -وإن حكم بحكم الله- وكفره كفر عقيدة، لكن كلامنا على العمل، وفي ظني أنه لا يمكن لأحد أن يطبق قانونا مخالفا للشرع يحكم فيه عباد الله إلا وهو يستحله، ويعتقد أنه خير من القانون الشرعي، فهو كافر، هذا هو الظاهر. وإلا فما الذي حمله على ذلك؟
قد يكون الذي حمله على ذلك خوفا من أناس أقوى منه إذا لم يطبقه، فيكون هنا مداهنا لهم، فحينئذ نقول: إن هذا كالمداهن في بقية المعاصي. وأهم شيء في هذا الباب هو مسألة التكفير الذي ينتج عن العمل، وهو الخروج على هؤلاء الأئمة، هذا هو المشكل.

<<  <   >  >>