أنزل الله كافرا، وسمى الجاحد لما أنزل الله على رسوله كافرا، وليس الكفران على حد سواء.
وسمى الكافر ظالما في قوله:{وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، وسمى من يتعدى حدوده في النكاح والطلاق والرجعة والخلع ظالما، فقال:{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}، وقال يونس عليه السلام:{إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، وقال آدم عليه السلام:{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} وقال موسى: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي}، وليس هذا الظلم مثل ذلك الظلم.
وسمى الكافر فاسقا في قوله:{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}، وقوله:{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ}، وسمى العاصي فاسقا في قوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بنبأ فَتَبَيَّنُوا}، وقال في الذين يرمون المحصنات:{وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، وقال:{فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}، وليس الفسوق كالفسوق.
وكذلك الشرك شركان:
شرك لا ينقل عن الملة وهو: الشرك الأصغر، كشرك الربا.
قال تعالى في الشرك الأكبر:{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}، وقال تعالى:{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} الآية. وقال تعالى في شرك الرياء:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.