للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخيه الشاتي، على المطلوب المواتي مصادر والله على تيسير الصعاب، وتخويل المنن الرغاب، قادر، لا إله إلا هو. فما أجمل لنا صنعه الحفي، وأكرم بنا لطفه الخفي، اللهم لا نحصي ثناء عليك، ولا نلجأ منك إلا إليك، ولا نلتمس خيم الدنيا والآخرة إلا لديك، فأعد علينا عوائد نصرك، يا مبدئ يا معيد، وأعنا من وسائل شكرك، على ما ينثال به المزيد، يا حي يا قيوم يا فعال لما يريد.

وقارنت رسالتكم الميمونة لدينا حذق فتح بعيد صيته مشرئب ليته، وفخر من فوق النجوم العواتم مبيته، عجبنا من تأتي أمله الشارد، وقلنا: البركة في قدم الوارد، وهو أن ملك النصارى لاطفنا بجملة من الحصون كانت من مملكة الإسلام قد غصبت، والتماثيل فيها ببيوت الله قد نصبت أدالها الله - بمحاولتنا - الطيب من الخبيث، والتوحيد في التثليث، وعاد إليها الإسلام عود الأب الغائب، إلى البنات الحبائب، يسأل عن شؤونها، ويمسح دموع الرقة من جفونها، وهي للروم خطة خسف قلما ارتكبوها فيما نعلم من العهود، ونادرة من نوادر الوجود. وإلى الله

علينا وعليكم عوارف الجود، وجعلنا في محاريب الشكر من الركع السجود.

عرفناكم بمجملات أمور تحتها تفسير، ويمن من الله وتيسير، إذ استيفاء الجزئيات عسير لنسركم بما منح الله دينكم، ونتوج بعز الملة الحنيفية جبينكم، ونخطب بعده دعاءكم وتأمينكم، فإن دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب سلاح ماض،

<<  <   >  >>