وبكل أسمر غصنه متأود ... وبكل أبيض شطه متهدل
حتى تفرق ذلك الجمع الألى ... عصفت بهم ريح الجلاد فزلولوا
ثم استملتهم بأنعمك التي ... خضعوا لعزك بعدها وتذللوا
ونزعت من أهل الجريد غواية ... كانت بهم أبداً تجد وتهزل
خربت من بنيانها ما شيدوا ... وقطعت من أسبابها ما أصلوا
ونظمت من أمصاره وثغوره ... للملك عقداً بالفتوح يفصل
فسددت مطلع النفاق وأنت لا ... تنبو ظباك ولا العزيمة تنكل
بشكيمة مرهوبة وسياسة ... تجري كما يجري فرات سلسل
عذب الزمان لها ولذ مذاقه ... من بعد ما قد مر منه الحنظل
فضوى الأنام لعز أروع مالك ... سهل الخليقة، ماجد متفضل
وتطابقت فيك القلوب على الرضى ... سيان منها الطفل والمتكهل
يا مالكاً وسع الزمان وأهله ... دعة وأمناً فوق ما قد أملوا
فالأرض لا يخشى بها غول ولا ... يعدو بساحتها الهزبر المشبل
والسفر يجتابون كل تنوفة ... سرب القطا ما راعهن الأجدل
سبحان من بعلاك قد أحيا المنى ... وأعاد حلي الجيد وهو معطل
سبحان من بهداك أوضح للورى ... قصد السبيل فأبصر المتأمل
فكأنما الدنيا عروس تجتلى ... فتميس في حلل الجمال وترفل
وكأن مطبقة البلاد بعدله ... عادت فسيحاً ليس فيه مجهل
وكأن أنوار الكواكب ضوعفت ... من نور غرته التي هي أجمل
وكأنما رفع الحجاب لناظر ... فرأى الحقيقة في الذي يتخيل
وهنها في العذر عن مدحه: