للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حروفها الاستعلاء، قد محا رسومها الجفاء، وعلى آثار دمنتها العفاء، وإن كانت التحيتان طالما أوجف بهما الركاب وقعقع البريد، ولكن أين يقعان مما أريد.

تحية الإسلام أصل شي الفخر نسبا، وأوصل بالشرع سببا، فالأولى أن أحييك بما حيا الله في كتابه رسله وأنباءه، وحيت به ملائكته في جواره أولياءه فأقول:

سلام عليكم يرسل من رحمات الله غماماً، ويفتق من الطروس عن أزهار المحامد كماماً، ويستصحب من البركات ما يكون على الذي أحسن من ذلك تماماً، وأجدد

السؤال عن الحال الحالية بالعلم والدين، المستمدة من أنوارها سرج المهتدين. زادها الله صلاحاً، وعرفها نجاحاً يتبع فلاحاً، وأقرر ما عندي من تعظيم أرتقي كل آونة شرفه، واعتقاد جميل يرفع عن وجه البدر كلفه، وثناء انشر بيد الترك صحافه، وعلى ذلك أيها السيد المالك، فقد تشعبت علي في مخاطبتك المسالك، إن أخذت في تقرير فخرك العميم، وحسبك الصميم، فو الله ما أدري بأي ثنية للفخر يرفع العلم، وفي أي بحر من ثنائك يسبح القلم، الأمر جلل، والشمس تكبر عن حلي وعن حلل، وإن أخذت في شكاة الفراق، والاستعداء على الأشواق، اتسع المجال، وحصرت الروية والارتجال، فالأولى أن أترك عذبة اللسان تلعب بها رياح الأشواق، وأسلة اليراع تخضب مفارق الطروس بنجيع الحبر المراق، وغيرك من تركض في مخاطبته جياد اليراع، في مجال الرقاع، مستولية على أمد الإبداع والاختراع، إنما هو بث يبكى، وفراق يشكى، فيعلم الله حرصي على أن أشافه عن أنبائك ثغور البروق البواسم، وأن أحملك الرسائل حتى مع سفراء النواسم، وأن أجتلي غرر ذلك الجبين في محيا الشارق، ولمح البارق.

ولقد وجهت لك جملة من الكتب والقصائد، ولا كالقصيدة الفريدة في تأبين الجواهر التي استأثر بهن البحر، قدس الله أرواحهم، وأعظم أجرك فيهم، فإنها أنافت على مائة وخمسين بيتاً، ولا أدري هل بلغكم ذلك أم غاله الضياع، وغدر وصوله بعد

<<  <   >  >>