وبلاد الروم، واستوعب ممالك الإسلام كلها، فأصارها في ملكه، وانقبضت العرب راجعة إلى الحجاز، مسلوبة من الملك، كأن لم يكن لهم فيه نصيب، وذلك أعوام
الأربعين والأربعمائة، وخرج الإفرنج على بقايا بني أمية بالأندلس، فانتزعوا الملك من أيديهم، واستولوا على حواضر الأندلس وأمصارها، وضاق النطاق على العبيديين بالقاهرة بملوك الغز يزاحمونهم فيها من الشام، بمحمود بن زنكي وغيره من أبنائهم ومماليكهم، وبملوك المغرب قد اقتطعوا ما وراء الإسكندرية، بملوك صنهاجة في إفريقية، والملثمين المرابطين بعدهم بالمغرب الأقصى والأوسط، والمصامدة الموحدين بعدهم كذلك، وأمَام الغزّ والسّلجوقية في مُلك المشرق، وبنوهم ومواليهم من بعدِهم إلى انقضاءِ القَرن السادس؛ وقد فشل ريح الغُزّ، واختلّت دولتهم، فظهر فيهم جنكيز خان أمير المُغُل من شعوب الططر، وكانت كاهناً، وجدّه النجر كاهناً مثلَه. ويزعمونه أنه وُلِد من غير أب، فغلَب الغُزّ في المفازة، واستولى على مُلك الططر، وزحَفَ إلى كرسيّ الملك بخوارزم. وهو عَلاَء الدّين خُوَارَزْم شاه، سَلَفُه من موالي طُغْرُلْبَك، فغالبَه على مُلكه، وفرَّ أمامَه، واتَّبعه إلى بُحَيرة طبرستان، فنَجَا