شرعت له من دمع عيني موارداً ... فكدر شربي بالفراق وأظماني
وأرعيته من حسن عهدي جميمه ... فأجدب آمالي وأوحش أزماني
حلفت على ما عنده لي من رضى ... قياساً بما عندي فأحنث أيماني
وإني على ما نالني منه من قلى ... لأشتاق من لقياه نَُغْبَةَ ظمآن
سألت جنوني فيه تقريب عرشه ... فقست بجن الشوق جن سليمان
إذا ما دعا داع من القوم باسمه ... وثبت وما استثبت شيمة هيمان
وتالله ما أصغيت فيه لعاذل ... تحاميته حتى ارعوى وتحاماني
ولا استشعرت نفسي برحمة عابد ... تظلل يوماً مثله عبد رحمان
ولا شعرت من قبله بتشوق ... تخلل منها بين روح وجثمان
أما الشوق فحدث عن البحر ولا حرج، وأما الصبر فاسأل به أية درج، بعد لأن تجاوز اللوى والمنعرج، لكن الشدة تعشق الفرج، والمؤمن ينشق من روح الله الأرج، وأنى بالصبر على إبر الدبر، لا. بل الضرب الهبر، ومطاولة اليوم والشهر، تحت حكم القهر، ومن للعين إن تسلو سلو المبصر، عن إنسانها المبصر، أو نذهل ذهول الزاهد، عن سرها الرائي والمشاهد، وفي الجسد بضعة يصلح إذا صلحت، فكيف حاله إن رحلت عنه وإن نزحت، وإذا كان الفراق، هو الحمام الأول، فعلام المعول، أعيت مراوضة الفراق، عمل الراق، وكادت لوعة الاشتياق، إن تفضي إلى السياق.