توجيه نائب، لرجعت على نفسي باللائمة في إغفال حقكم، ولكن العذر ما علمتم، واحمدوا الله على الاستقرار في كهف ذلك الفاضل الذي وسعكم كنفه. وشملكم فضله شكر الله حسبه الذي لم يخلف، وشهرته التي لم تكذب.
وإني اغتنمت سفر هذا الشيخ، وافد الحرمين بمجموع الفتوح، في إيصال كتابي
هذا، وبودي لو وقفتم على ما لديه من البضاعة التي أنتم رئيسها وصدرها، فيكون لكم في ذلك بعض أنس، وربما تأدى ذلك في بعضه مما لم يختم عليه، وظاهر الأمور نحيل علية في لعريفكم بها، وأما البواطن فمما لا يتأتى كثرة وضنانة، وأخص، بالصاد، ما أظن تشوفكم إليه حالي. فاعملوا أني قد بلغ بي الماء الزُّبَى، واستولى علي سوء المزاج المنحرف، وتوالت الأمراض، وأعوز العلاج، لبقاء السبب، والعجز عن دفعه. وهي هذه المداخلة جعل الله العاقبة فيها إلى خير، ولم أترك وجهاً من وجوه الحيلة إلا بذلته. فما أغنى ذلك عني شيئاً، ولولا أنني بعدكم شغلت الفكر بهذر التأليف، مع الزهد. وبعد العهد. وعدم الإلماع بمطالعة الكتب. لم يتمش حالي من طريق فساد الفكر إلى هذا الحد، وآخر ما صدر عني كناش سميته باستنزال اللطف الموجود، في أسر الوجود. أمليته في هذه الأيام التي أقيم بها رسم النيابة عن السلطان في سفره إلى الجهاد. بودي لو وقفتم عليه. وعلى كتابي في المحبة، وعسى الله أن ييسر ذلك.
ومع هذا كله. والله ما قصرت في الحرص على إيصال مكتوب إليكم. إما من جهة أخيكم، أو من جهة السيد الشريف أبي عبد الله. حتى من المغرب إذا سمعت الركب يتوجه منه فلا أدري هل بلغكم شيء من ذلك أم لا. والأحوال كلها على ما تركتموها عليه. وأحبابكم بخير. على ما علمتم من الشوق والتشوف والارتماض