فتنعكس الأفكار وهي حواسرٌ ... وتنقلبُ الأبصارُ وهي خواسي
وقد كان بها صور أجسام عجيبة الأشكال والأجرام، وقد طمس أكثرها وبقي أثرها، وبها مسجد آخر كان كنيسة أخرى يقال له أيا صوفيا الصغرى ذو أبنية غريبة وأشكال عجيبة، ولكن ليس كالذي سبق ولا يقاربه ولا يناظره في جلالته ولا يناسبه، فما كل صهباء خمرة، ولا كل حمراء جمرة، ولا كل سوداء تمرة:
وما كل دارٍ آنست دارَةَ الحما ... ولا كل بيضاء الترائب زينبُ
وبها من المباني الهائلة، والأسواق الحافلة، والمرابع الرائعة، والمصانع الناصعة، والقصور الشاهقة، والمساكن الرائقة، والمسالك المتسعة، والربوع المبدعة، والمرامي العالية والمراقي السامية، ما تحار فيه الأوهام، وتكلّ دون وصفه الأقلام:
هي القصورُ البيضُ لا ما حدّثوا ... هي القصورُ البيضُ لا ما حدّثوا