النويرة، والبدر بن النَّصِيبيّ، وغيرهم، أن المشهور بحَلَب بابن بِلاَل رجل جاهل لا يعرف شيئاً، وإنما روج أمره أمراؤه مماليك الحمزاويّ وأولاده، وإسكانه له في بيته خشية أن ينزل فيه رومي، وأنه سعى له في بعض وظائف ابن المستوفي فحصل له بذلك غنية وشهرة بعد فقر وخمول، وذكروا عنه تُرَّهات تدل على جهل كبير
لم أرَ ذكرها هنا، ورأيت من خالفهم في ذلك كله، وقال إنّه من حَمَلة العلم وأهله، والله أعلم بحقيقة أمره وبموافقة علانيته لسره، والذي يظهر هو الثّاني لكنّه رجل لا مداراة عنده لأنّه تركماني.
ذكر إرجاع ابن الفُرْفُور وما حدث بعد ذلك من الأمور
ولمّا كان يوم الاثنين ثالث شوال المبارك حضر أولقان من جهة بكاربكي بالشَّام أمير الأمراء الكرام عيسى باشا، البالغ من مراتب الكمالات ما شاء، وصحبتهما مكاتبات من الأمير المذكور تخبر بحضور مرسوم بعود القاضي ابن الفُرْفُور محتفظاً به للتفتيش عليه وتحرير ما نسب من المظالم إليه، وأن المتولي لذلك القاضي ابن إسرافيل المنصوب لقضاء الشّام مكانه وعدوه عيسى باشا المشار إليه