ففيه أهديت أبياتاً إذا قبلت ... أربت على دُرَرٍ تزهو مَرائيها
عسى تهب لها ريح القبول فلا ... يُرَى لها شاعر يوماً يُحاكيها
وعش لمجدٍ يرى الأنامُ منكَ بهِ ... مفاخراً تملأ الدنيا مَعاليها
وسعد نجلك ممدود الظلال فلا ... يُرَى لعليائه نقص يُشَانيها
في كل لمح له مجد يجددهُ ... محمود أخلاقه اللاتي تُراعيها
ما رنحت عذبات الرند بارحة ... وما ترنم في الأدواح شَاديها
ونظمه ونثره لا يعدُّ ولا يحصى، وفضائله وفواضله لا تحدُّ ولا تستقصى، وهذا القدر كاف، وبما قصدناه واف، وممّا حصل منه من الخير العام والجبر التام وغاية الأنعام، ما ألزمني بإملائه عليه، أحسن الله تعالى إليه، بعد أن أحجمت عن ذلك، وحق لمثلي أن يكون عن مثل ذلك مُحْجِماً، ورقى دمي حياءً وخجلاً، حتى لا تجد منه محجماً، وأستعفيته فما أعفى. ولم يزل جازماً ومصمماً، فأجبته إلى ذلك وإن كان فيه متهكماً، فمما كتبته بخطي وخدمت به حضرته الكريمة قصيدتي القافيّة التي رثيت بها سيدي شيخ الإسلام الوالد، رضي الله عنه وأرضاه، وجعل فردوس الجنة منقلبه ومثواه، المسماة بنفث الصدر المصدور وبث القلب المحرور، وقد تقدمت الإشارةُ إليها، والوعدُ بها، وهي هذه:
قلبٌ يذوب وأدمع تتدفق ... والجسم بينهما غريق مُحْرقُ