للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شمط، مطرزاً حلته بذكر بعض ما فتح الله تعالى به من منثور ومنظوم، ومهمات

لطيفة من غوامض العلوم، وقد وسمته بالمطالع البدريّة في المنازل الرُّوميّة، والله تعالى أسأل أن يجعله لوجهه الكريم خالصاً، وأن يظلنا بظله العميم حيث يكون الظل قالصاً بمنه ويمنه، وفضله وطَوْله، فأقول مستعيناً بالله سبحانه، ومؤملاً فضله وغفرانه، ومتوكلاً في كل أحوالي عليه، ومفوضاً جميع أموري إليه: إنني استخرت الله تعالى - وما خاب من استخاره - واستشرت كما أُمرت من هو أهل للاستشارة، في السفر إلى البلاد الرُّوميّة قاصداً محل تخت المُلْك مدينة قُسْطَنْطِينيّة لأمرٍ اقتضى ذلك، وألجأ إلى سلوك هذه المسالك في مدينة دِمَشْق الشَّام، بعد فراق روحها سيدي الوالد شيخ الإسلام، حين نضب المَعين، وفقد المُعين، وخان الأمين، وَمَان من لم نعهده، يمين وقلّ الناصر، وعزّ المواصر، وخذل المؤازر، وصدّت الإخوان، وندت الخلاّن، وافتضح من ذلك الخطب اليسير، من مدعي الصُّحبة والأخوَّة خلق كثير بحيث:

لم يبقَ صافٍ ولا مصافٍ ... ولا مَعينٌ ولا مُعين

وفي المساوي بدا التساوي ... فلا أمينٌ ولا يمين

<<  <   >  >>