للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وددتُ بأن الشيبَ عاجل المنى ... وقرَّب من عهد الشباب مزارَهُ

لأكسب من عصر الشباب نشاطَهُ ... وأكسب من عصر المشيب وقارهُ

فَسُرَّ بذلك وابتهج واستبشر، وحمد الله تعالى وشكر.

ومنهم الشيخ الصالح العَالم الأوحد الكامِل الخير الجيّد المقرئ المجود، الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحَلَبيّ الأصل، ثم القُسْطَنْطِينيّ الخطيب والإمام بجامع المرحوم السُّلطان محمد، اجتمع بي مرّات وتودّد، وصار بيننا وبينه أعظم

مودة وأوكد، وأعارني من كتبه عدّة أيّام تآليف ما ألفته ببلاد الرُّوم كتفسير آية الكرسي وشرح البُرْدَة، والله يعاملنا وإياه والمسلمين بلطفه الخفي وبره الحفيّ وجوده الوفي بمنه وكرمه آمين.

ومنهم الشيخ النبيل الوقور، المنسوب للعلم، والموسوم بالحلم، والمعدود من ذوي العقل والحصاة، والمشار إليه في أعيان القضاة، قاضي المنزلة ثم الخانكة، فتح الله صحِبَنَا من حَلَب إلى الرُّوم، وتكلمنا مَعَهُ في بعض العُلوم، وصار بيننا وبينه مواددة ومجاملة، ومصادقة ومخاللة، وممَّا سألني عنه لبس الوشق فأجبته بأنه كالسمور والقول بالحلّ هو المعتمد والذي عليه الجمهور، وبحثت معه في وجه ذلك بما لا يسع هذا الكتاب ذكره، وسأوضح الكلام على ذلك إن شاء الله تعالى في الرسالة التي أفردتها للكلام في ذلك وشرعت في تأليفها، والله تعالى يقدر إتمامها والنفع بها.

<<  <   >  >>