واستمريت أرقب مواقع النُّجُوم، وأترصد ثواقب الرُّجُوم، وأنتظر ابتسام الليل بعد الوجوم، وهو لا يزداد إلاّ تمادياً، وكلّما استعجلته في السرى أراني تباطئاً، وكلّما رآني نشطاً ازداد توانياً:
فمن كان يحمد ليلاً في تقاصره ... فإن ليلي لا يرجى له سحر
لا تسألوني إلاّ عن أوائله ... فإنّ آخر ليلي ما له خبر
فلم أزل أسارقه عقله، وأحاول منه غفلة، إلى أن مال ميلة، فاغتلته غيلة، وأبخسته كيله، ولم أعطه نيله (وجلت عليه جولة، ولم أبق له حيلة) فحينئذٍ أسرَجَ
خيله وشمّر للفرار ذيله:
وولت نجوم للثريّا كأنها ... خواتيم تبدو في بنان يد تخفى