ثم طافت بي الأحباب للوداع، وتعين العزم على الإزماع، فودّعت الوالدة والأولاد وسائر الأهل، وتجرّعت من ذلك ما ليس بالعذب ولا بالسهل، فما منهم إلاّ من لزمني وانتحب، فما أحقَّ المتلازمين منّا بقول بعض العرب:
بَاتا بأنْعَمِ ليلةٍ حتى بَدا ... صُبْحٌ تلوّح كالأغرِّ الأشقَرِ