رغبتهم، وإن طلبوا التشبيه بك في فضلك، والمساواة لك في جلالة قدرك، خيبوا مما طلبوه، وعجزوا عن ما حاولوه.
ثم قال: ولو جاز أن يحووا علاك لوهبتها، جاريا على عاداتك، وسمحت بها محتملا على سجيتك، ولكن من الأشياء ما لا تمكن الهبة في مثله، ولا تبلغ طاقة الإنسان إلى بذله.
ثم قال: وأظلم أهل الظلم وأجورهم، وأحقهم باللوم وأجلهم، من بات حاسدا لحائط جملته، مضطغنا على ولي نعمته، فهو يضمر العداوة لمن يتقلب في فضله، ويتربص الدوائر بمن يأمن المكاره في ظله.
وَأَنْتَ الذي رَبَّيْتَ ذا المُلْكَ مُرْضِعَاً ... وَلَيْسَ أَمَّ سِوَاكَ ولا أَبُ
فيقول لكافور: وأنت الذي ربيت ذا الملك، يريد ملك الإخشيد مولاه، وبنيه من بعده، فحفظته من أول مدته، وفخمته بتمكينك لبنيته، وحرسته بعد الإخشيد، فكنت أباه وأمه، وخطته فكنت عماده وأوصله.
ثم قال: وكنت له ولابن الإخشيد الموسوم به، في ذبك عن حوزته، ومدافعتك عن شبله، وما يبذله في منع عرينه من نفسه، وما لك غير السيف مخلب تصول بحدته، ويحذرك الأعداء لمخالفة سطوته، وكنى بالسيف عن المخلب بعد ما صدر به من تشبيهه بالليث، وهذا باب من البديع يعرف (بالمصافاة).