ثم فسر ما ابهمه، وبين ما قدمه، من إيثاره لأبي المسك على اهله، وما رآه في ذلك من الحظ لنفسه، فقال: وكل امرئ يولي الجميل ويفعله، ويتقدم بالإحسان ويبذله، محبوب لا يختلف في حبه، مألوف لا ينتقل عن مثله، وكل مكان ينبت العز ويكسبه، ويعيد الإكرام ويوجبه، مستطاب لا يرغب عنه، مستعذب لا يرتحل منه.
وَدُونَ الذي يَبْغُونَ ما لو تَخَلَّصُوا ... إلى الشَّيْبِ مِنْهُ عِشْتَ والطَّفْلُ أَشْيَبُ
العوالي: الرماح، والمذرب: المفرط الحدة.
فيقول: لكافور: يريد بك أعداؤك ما الله يكفيه ويدفعه، ويقيك إياه ويصرفه، وما يمنعك منه عوالي الرماح النافذة، وشفرات السيوف الصارمة.
ثم قال: ودون الذي يبغون من الظهور عليك، والتسرع من المكروه إليك، ما يمنع منه خشونة جتنبك، وكثرة ناصرك، وما لو جاز أن يتخلصوا منه إلى عمر المشيب، وسبق لهم في علم الله أن يستكملوا عمر السباب، لعجل الله الشيب لأطفالهم، لتنصرم مدد آجالهم، ولعيشك الله بعدهم ممتعا بما عودك من النصر، مكنوفا بما تكفل لك به من جميل الصنع.