رفعة، ولست أقنع من برك بما يبلغه جهد الزمان، ويتعارف من مآثر الإحسان، وإنما أطلب أن يكون ما تهبه على حسب قدرك، وما تجود به كفاك على ما يحسن بمثلك.
ثم قال: إذا لم تنط بي ضيعة استظهر بعلتها، أو ولاية أتشرف برفعتها، فجودك يكسوني ظاهره، ويقوم بحاجاتي حاصله، وشغلي بمدحك يسلبني تلك الكسوة، ويقلل لدي تلك النعمة؛ لأن معاناتي له تعوقني عن التكسب، وعكوفي عليه يمنعني من التصرف، والمؤن في خلال ذلك مترادفة، وتكاليف الزمان جمة متكاثرة.
يُضَاحِكُ في ذا العِيدِ كُلٌّ حَبِيْبَهُ ... حِذَائي وأَبْكِي مَنْ أحِبُّ وأَنْدُبُ
التحنين: شدة الشوق، والعنقاء: طائر غلب التأنيث عليه، لا يوقف على شخصه، والمغرب: الذي يبعد في الطيران، ويضرب المثل بهذا لكل ما عدم فلم يوقف عليه، والفؤاد: القلب.
فيقول مشيرا إلى كافور، وانقطاعه إليه بنفسه، واغترابه عن وطنه وأهله: يضاحك حذائي في هذا العيد كل محب حبيبه، ويزور كل قريب قريبه، وأبكي من أحب وأحزن لبعده، وأندبه وأتأسف على فقده.
ثم قال: أحن إلى أهلي حنين الصب إليهم، وأهوى لقاءهم وأظهر الحرص عليهم، وكيف لي بهم مع شدة الشوق، واستحكام الصبابة والتوق، وهم كعنقاء مغرب في تعذر قربهم، وعلى مثل سبيلها في انتزاحهم وبعدهم؟!
ثم قال: فإن لم يكن إلا الأهل والوطن، والإلاف والسكن، والانقطاع إلى أبي المسك وأرضه، والتقلب في إكرامه وفضله، فإنك، يريد أبا المسك، ألصق بالنفس