فيقول لكافور: سللت في إقامة الدعوة الإخشيدية سيوفا صارمة، منصورة غالبة، ارتهنت لك مخافتها طاعة أكثر الأمصار، وذللت لك وقائعها رقاب الأحرار، فأذعن الناس لأمرك، وخطب على منابر الآفاق باسمك، فعلمت سيوفك الخطباء بالدعاء لك وجه الكلام، وحملتهم بالترفيع بك على حقيقة الصواب.
ثم قال: ويغنيك عن الشرف بالأنساب العربية، والافتخار بشرف الأولية، أنك أرفع من الشرفاء الأولين، الذين إليهم يرتفع الفخر، وعليهم يقتصر بجميل الذكر، وشاهد ذلك أن المكرمات إليك تتناهى وتنسب، ولديك تبتغي وتطلب.
ثم قال: وأي آباء القبائل يستحقك وهم في الفضائل دونك، وبأيهم يمثلك، وهم أجمعون لا يساوونك، والأصلان اللذان إليهما في العرب مآل القبائل، وبشرفهما يفتخر فيهما جميع العشائر، لو شهداك لفدياك بأنفسهما، ولاستصغرا عند كرمك عظيم كرمهما.
الطرب: خفة تلحق الإنسان فتكشف ما بنفسه من الفرح والحزن، وهي في الفرح أشهر.
فيقول: وما فرحي بِمُشَاهَدَةِ حضرتك، ولإفراطي في السرور بالنظر إلى عزتك، بدعة من الفعل، ولا غريبة من الأمر، فما زلت مستحكم الرجاء في الفرح، بما ألقاه من برك، ثابت اليقين فيما شملني عند رؤيتك، من إكرامك وفضلك.
ثم قال: تعذلني القوافي التي استعملها في غيرك، وهمتي التي أخرت تصريفها في قصدك، حتى كأني بمدح من مدحته قبلك مذنب لا يلتفت إلى عذره، ومقصر لا يعرج على قوله.