الخلف: الخلاف، تقول العرب: أبيعك هذا الغلام وأبرأ إليك من خلفة فيه، يريدون: مخالفة، والليث: الأسد، والمقايسة: الموازنة والمماثلة، والذئاب: سباع معروفة، والتصحيف: قراءة الشيء على غير حقيقته، والكذاب: لغة في الكذب، يقال: كذاب وكذاب وكذب، كل ذلك بمعنى.
فيقول لكافور: جرى الخلاف بين الناس في تعظيم الملوك وتفضيلهم والترفيع بهم، ولا خلاف في أنك بينهم الأعظم، وزعيمهم الأفضل، وأنهم معك كالذباب مع الأسد، والأتباع مع الملك، يصغرون عنك، وتجل فيهم، ويتواضعون لك، وتقدر عليهم، وإنك إن قويست بهم على حقيقة المقايسة، وسبيل الإنصاف في الموازنة، فإنهم يصغرون عن أن يكون محلهم منك محل الذئاب من الأسد، بل يصحف القارئ الذئاب فيقول ذباب فلا يخطئ مع تصحيفه، ولا يفارق الصواب مع تبديله، وقد يعلم أن زيارتك عليهم أكثر من زيادة الأسد على الذئاب في قوة الأسر، وفوتك لهم أبين من فوت الأسد للذئاب في جملة الأمر.
ثم قال: ومن المعروف الذي لا خلاف فيه، أم ما يمدح الناس به يكون فيه الصدق والكذب، والحق والباطل، ومدحك وإن استعمل فيه المادح جهده، واستنفذ وسعه، صدق ولا طريق للكذب فيه، وحق لا سبيل للباطل عليه.