للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضاً:

مِنْ أَيَّةِ الطُّرقِ يَأتِي مِثلَكَ الكَرَمُ ... أينَ المَحَاجِمُ يا كَافُورُ والجَلَمُ؟

جَازَ الأُولى مَلَكَتْ كَفَّاكَ قَدرَهُمُ ... فَعَرِّفُوا بِكَ أَنَّ الكَلبَ فَوقَهُمُ

لا شَيَء أَقبَحُ مِنَ فَحلٍ لَهُ ذَكَرٌ ... تَقُودُهُ أَمَةٌ لَيسَتْ لَهَا رَحِمُ

الجلم: المقراض، والمعروف فيه أن يقال: جلمان، إلا أنه قد جاء في بعض أشعار المتقدمين، قال بعض الأعراب: ونيرب من موالي السوء ذي حسد يفتات لحمي ولا يشفيه من قرم داويت صدرا طويلا عمره إحنا منه وقلمت أظفارا بلا جلم.

الرحم: وعاء الولد في البطن.

فيقول مخاطبا لكافور: كيف لك بالكرم الذي لا يشبهك؟! ومن أية الطرق يقصدك وهو لا يليق بك؟! وإنما كنت عبدا ساقطا تحلق وتحجم، وتلوم ولا تكرم.

ثم قال: جاز أهل مصر أقدارهم فيما تخلقوا به من الكبر، وأمنوه من حوادث الدهر، فعرفوا بولايتك لأمورهم، وانفرادك بتدبيرهم، أن الكلب مع ضعته يتعالى عنهم، وأنه أرفع منزلة منهم.

ثم قال: لا شيء أقبح من فحل كامل الخلق، سوي جميل الشخص، يقوده متملكا، ويصرفه متلاعبا به، خصي أسود يخرج من الرجال بالخصاء، ويتواضع عن حقيقة النساء.

سَادَاتُ كُلَّ أُنَاسٍ مِنْ نُفُوسِهمُ ... وَسَادَةُ المُسلمِينَ الأعبُدُ القُزُمُ

أَغَايَةُ الدِّينِ أَن تَحفُوا شَوَارِبَكُمْ ... يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِنْ جَهلِهَا الأُمَمُ؟!

القزم: اللئام المحتقرون، وهي كلمة بمعنى المصدر، تقع للواحد والجمع، وإحفاء الشوارب: استئصال ما فيه من الشعر بالحلق، وكان أهل مصر يفعلون ذلك.

فيقول: سادات كل أمة رجال من أنفسهم، ومقدمون من صميمهم، وسادة المسلمين العبيد الذين لا تعرف أنسابهم، ولا ترضى مذاهبهم وأحوالهم. يشير إلى كافور وغيره ممن تأمر في أمصار المسلمين من الأتراك والديلم، فتممه على غلظ الخلق

<<  <  ج: ص:  >  >>