فيقول، وهو يريد سيف الدولة: قاد عتاق الخيل، وأشار بها إلى مواضع فرسانها من البأس؛ لأن استجادة الفرسان لها بحسب ملازمتهم للحروب بها.
فيقول: إنه قادها إلى الطعن، واقتحم بها غمرات الحرب، ولم يقدها من ذلك إلا عاداتها السالفة، وأفعالها الفارطة، ولا أراها من تلك الملاحم إلا فيما حولها بطول الاعتياد، كالأوطان التي تلزمها، والمساكن التي تألفها.
ثم قال واصفا لكرم تلك الخيل: كل ابن سابقة معرق في العتق، جار على وراثة من الكرم، يغير بحسن خلقته، وجمال صورته، على الأحزان في قلب صاحبه، فيكشفها عنه، ويطردها منه، ويبعث له السرور بنفسه، وشدة الإعجاب بحسنه.
ثم أكد ما قدمه، فقال: إن خليت تلك الخيل مهملة، وأطلقت مرسلة، ربطتها آداب الحرب، وملكها اعتياد التصرف (. . . . . . . . . . . .) فهي تنقاد إذا دعيت دون أرسان، وتفعل ما يرغب منها دون فرسان.
في جَحْفَلٍ سَتَرَ العُيُونَ غُبارُهُ ... فَكَأَنَّما يُبْصِرْنَ بالآذَانِ