ثم قال: وعند تحمل تلك الخطة، ومباشرة مكروه تلك الرتبة، يلتذ بطعم الموت شاربه، ويستسهل مخوف الحتف مباشره، أن المنية عند الذل قنديد يستطاب طعمه، وأمر لا يتخوف فعله.
أم أُذنُهُ في يَدِ النَّخَّاسِ دَامِيَةً ... أَم قَدرُهُ وهو بِالفَلسَينِ مَردُودُ
الصيد: الملوك السادة، واحدهم أصيد.
فيقول: من علم كافورا الأسود المخصي، الحقير الدني، إسداء النعم، وآثار الكرم؟ وأقومه البيض المشهورون بالرئاسة، أم آباؤه الصيد المتقدمون في السياسة؟!.
ثم قال: أم علمه المكارم حقيقة أمره، وما عهده قديما من نفسه، إذ كانت أذنه دامية في يد النخاس يفركها عند معاقبته، ويجبذها مظهرا لإهانته، أم قدره الساقط، وهو بالنزر اليسير بيعه، وبالتافه الحقير يتداول ملكه، فكيف يظن الخير بمثله، وينكر القبيح المذموم من فعله؟!.
فيقول: أولى اللئام بمعذرة في لؤم طبعه، ودناءة نفسه، كويفير، وصغره محتقرا بشأنه؛ لأنه لا سبيل لمثله إلى محمود الشيم، ولا سبب له في شيء من الكرم، وبعض العذر تفنيد لا شك فيه، وتوبيخ لا خفاء عليه.
ثم قال: وذلك أن الفحول الذين تم خلقهم، البيض الذين يروق حسنهم، قد عجزوا عن الجميل في هذا الزمان، الذي قل خيره، وخبث أهله، فكيف يظن ذلك بالخصية السود، مع نقصان خلقهم، وخبث عنصرهم، وإشتمال القبيح على أولهم