التصعلك: الاحتمال على أفعال الصعاليك الذين لا مال لهم ولا نشب يرجعون إليه، فهم يفعلون ما بدا لهم غير (. . . . . .)، والكثافة: الثخن وشدة الاقتحام، والتقيل: القصد والاعتماد، والمطهم: التام الخلق، والظليم: ذكر النعام، والربق والربقة: ما يشد به عنق الشاة، والسرحان: الذئب، والعنوة: القسر والغلبة.
فيقول، - وهو يريد بني حمدان -: إنهم يتصعلكون في حروبهم بالمباشرة لها، والتقدم في النهوض بها على كثافة ملكهم، وجلالة أمرهم، ويتواضعون مع عظيم شأنهم، وارتفاع منزلتهم ومكانتهم.
ثم قال: يتقيلون ظلال خيولهم المطهمة في خلقها، المقدمة في عتقها، فيسكنون إليها، ويألفون الراحة فيها، وتلك الخيل آجال الظلمان؛ لأنها لا يفوتها عند الطلب، وربق السراحين؛ لأنها (. . . . . . . . . . . . . . .)، فأشار بما ذكره من راحتهم في ظلال خيولهم إلى ما هم عليه من مواصلة الغزو والمباشرة (. . . . . . . . . . . . . . . .).
ثم قال لسيف الدولة: خضعت لسيفك سيوف ملوك الأمم عنوة، وأسلم جميعهم لأمرك هيبة، وأذل دين الإسلام سائر أديانهم، وأهان الله بجلالتك ما كان أرفع من شأنهم.
وعلى الدُّروبِ وفي الرُّجوعِ غَضَاضَةٌ ... والسَّيْرُ مُمْتَنِع مِنَ الإمكانِ
والطُّرْقُ ضَيَّقَةُ المَسَالكِ بالقَنَا ... والكُفْرُ مُجْتَمِعٌ على الإيمَانِ
نَظَروا إلى زُبَرِ الحَدِيْدِ كَأَنَّما ... يَصْعَدنَ بَيْنَ مَنَاكِبِ العِقْبَانِ
الدروب: المداخل إلى بلاد الروم، والغضاضة: الاحتقار والمهانة، والقنا: الرماح،