فيقول: أن دلير مادام يهز سيفه في وقائعه، ويمضيه على الأعداء في ملاحمه، فالليوث وأشبالها مستسلمة لا يخاف عاديتها، وأنيابها كليلة لا تتوقع مضرتها.
ثم قال: وما دام يقلب كفه بما يستعملها فيه من الكرم، وما يمطر بها من سحائب النعم، فلا أحد في حل من دعوى المكارم، والانتساب إلى ما انفرد به من الفضائل؛ لأنه المستولي على ذلك، والمنفرد فيه بجميل الذكر، والمشهور به، والمتقدم فيه لأنباء الدهر.
فيقول: أن دلير مستبصر في أصل الفضل، محبول على الكرم والبذل، يكره البخل وينافره، ويبغضه ويخالفه، ولا يعد الدنس إلا في الالتباس به، ولا الطهارة إلا في المجانبة (له).
ثم قال: فلا قطع الرحمن أصلا أنجب مثله، وحرس النسل الذي نشر علينا فضله، فأني رأيت الفروع إنما تطيب بحسب طيب أصولها، وتكرم بمقدار كرم من إليه يكون مصيرها.