الريان: الذي قد بلغ غاية الري، والصدى: العطش، والبذل: العطاء.
فيقول، وهو يريده: شجاع كأن الحرب تصبو إليه، وتعشقه وتعجب به، فهو عند زيارته لها، وما يتسرع إليه من الإلمام بها، تفديه من الخيل والرجل بما يطلبه، وتمكن له من الصنع أفضل الذي يرغبه.
ثم قال: وهو ريان الجوانج بما هو عليه من صيانته، مترفع عن المحارم بما يؤثره من توفير مروءته، فنفسه لا تعطش إلى الخمر، ورأيه لا يعدل به إلى الباطل واللهو، ولكنه عطشان من الكرم، فيداه لا تروى منه، ورغبته تتأكد فيه، ورأيه لا ينصرف عنه.
ثم قال: فتمليك دلير، وتمكين الله لأمره، وتأييده على ما يوجب له تعظيم قدره، مع ما هو عليه من إيثار الإحسان، وما يعتقده من مواصلة التطول والإنعام، شهيد بوحدانية الله وعدله، وما جدد به من لطائفه وصنعه.
وما دَامَ دِلَّيرٌ يَهُزُّ حُسَامَهُ ... فلا نَابَ في الدُّنيا لِلَيثٍ ولا شِبلِ
وما دامَ دِلَّيرٌ يُقَلِّبُ كَفَّهُ ... فلا خَلقَ مِن دَعوى المكارِمِ في حِلِّ
الناب: السن الذي يلي الرباعية، وبه تكون غاية السبع، والليث: الأسد.