للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معارضته ومبارزته، سيوف قواضب أعملها فيهم، وسلطها عليهم، فكثر فيهم الفناء والقتل، وقل من أسعده البقاء والأسر.

ثم قال: وعاقهم عن المعاودة من سيف الدولة ملك مهذب، جليل معظم، أمر المنايا فيهم فأطعنه، واستجدها عليهم فأجبنه، مطيعات للرحمن بنصرته، متزلفات إليه بإعزاز دعوته.

قَدْ سَوَّدَتْ شَجَرَ الجِبالِ شُعُورُهُمْ ... فَكَأَنَّ فِيْهِ مُسِفَّةَ الغِرْبَانِ

وَجَرَى على الوَرَقِ النَّجِيْعُ القَانِي ... فَكَأَنَّهُ النَّارَنْجُ في الأَغْصَانِ

المسفة من الغربان وغيرها: التي تقرب من الأرض في طيرانها، والنجيع: الدم، والقاني: الشديد الحمرة، والنارنج: شجر له ثمر أحمر طيب الرائحة.

فيقول: إن ما نصبه جيش سيف الدولة من رؤوس الروم في أشجار الموضع الذي أوقع (. . . . . .) ذلك الشجر، فكأن ما (. . . . . . . . . . . . . . .) من شعورهم، وتغير فيها من رؤوسهم، غربان مسفة على الأرض، لا تزال ثابتة (. . . . . . . . . . .) طائرة.

ثم قال: وجرى على ورق تلك الأشجار النجيع القاني من دمائهم، فكأنه النارنج في حمرته، وما (. . . .) إلى الأمصار من (. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .).

إِنَّ السُّيُوفَ مَعَ الَّذين قُلُوبُهُمْ ... كَقُلُوبِهِنَّ إِذا التَقَى الجَمْعَانِ

تَلْقَى الحُسَامَ عَلى جَرَاَءةِ حَدَّهِ ... مِثْلَ الجَبَانِ بِكَفَّ كُلَّ جَبَانِ

الحسام: السيف القاطع، والجراءة: النفاذ والإقدام، يقال: جرو الرجل يجرو جراءة وجرأة.

فيقول: أن السيوف إنما تصح نصرتها، وتخلص معونتها للذين قلوبهم كقلوبها في الإقدام والجرأة، والشجاعة والشدة، فإذا التقى الجمعان فالسيوف تنصر من

<<  <  ج: ص:  >  >>