للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَهَمُّها في العُلاَ والمَجْدِ ناشِئَةً ... وَهَمُّ أَترابِها في اللَّهْوِ واللَّعِبِ

الحرمة: ما لا يضيع من الذمام، والمراعاة: المحافظة، والنشب: المال الثابت.

فيقول: بلى أني على أفضل ما يمكنني من مشاركة سيف الدولة، أقسم على ذلك بحرمة هذه المتوفاة، التي لم أزل مراعية لحرمة المجد، مثنية بالعطاء عن القصد، معظمة للأدب وأهله، عالمة بما يجب من حقه.

ثم قال على نحو ما قدمه من القسم بالمتوفاة: ومضت وخلائقها معدومة غير موروثة، ومفقودة غير موجودة، وإن كانت يدها مضت، وما أفادته هباتها من النشب، موروث لا ينفد، ومشهود لا يفقد.

ثم قال: وهمها من أول نشأتها في العلى والمجد وما تكسبه من الشكر والحمد، لا تدع ذلك ولا تغفله، ولا تتناساه ولا تهمله، وهم أترابها ممن حدث سنه، وتقاصر عمره، في اللهو والنعمة، واللعب والغفلة.

يَعْلَنَ حِينَ تُحَيَّا حُسْنَ مَبْسِمها ... وليسَ يَعْلَمُ إلاَّ اللهُ بالشَّنَبِ

مَسَرَّةٌ في قُلُوبِ الطَّيْبِ مَفْرِقُها ... وحَسْرةٌ في قُلوبِ البَيْضِ واليَلَبِ

إِذا رَأَى وَرَاَءها رَأْسَ لابِسِهِ ... رَأَى المَقَانِعَ أَعْلَى مِنْهُ في الرُّتَبِ

الشنب: بريق الثغر مع ما يجول عليه من رضاب الفم، ومفرق الرأس: معروف، وبيض الحديد: معروفة أيضا، واحدتها بيضة، واليلب: الدرق، وقيل إنها بيض تتخذ من جلود الإبل، تصرف تصريف بيض الحديد، وصرف الضمير في قوله: لابسه إلى البيض واليلب، وأفرد لأنه أراد هذا الضرب من السلاح، وحمل الكلام على المعنى دون اللفظ، والعرب تفعل ذلك.

[فيقول]، وهو يريد الأتراب اللواتي قدم ذكرهن: يعلمن حسن مبسم المتوفاة من الحجاب، وجلالة النصاب، [ولا] يخبر شنب ذلك المبسم إلا الله الذي أتقن صنعه، وأكمل حسنه، وأشار إلى أنها ارتفعت عن أن تساوى في شرفها فتتزوج، وتماثل

<<  <  ج: ص:  >  >>