فيقول لسيف الدولة، بعد ما ذكره من فضائله: بمثل ما أقول به في وصفك، وأعدده من فضائلك في مدحك، ناداك أهل الثغور مستصرخين لك، واستعانوا مستجيرين بك، عند نزول الروم عليهم، وتصميم جموعهم إليهم، فلبيتهم مسرعا نحوهم، وأغثتهم مؤمنا ذعرهم، وهامهم تحت السيوف تمتثل وقعها، وأنفسهم في قبض الحتوف وهي ترتقب فعلها.
ثم قال: وقد يئسوا عن لذة الحياة لعظيم ما لحقهم، وتيقنوا مباشرة الهلاك؛ لكثرة من حل من الروم بهم، فعين ثغور لما نالهم من السهر والتعب، وقلب يجب لما اشرفوا عليه من مقاربه العطب.
وقد عَلِمَتْ خَيْلُهُ أَنَّهُ ... إذا هَمَّ وهو عَلِيلٌ رَكِبْ
الدمستق: صاحب جيش الروم، والوشاة: الأعداء، والثقيل: الضعيف عن الحركة، والوصب: الشديد المرض.
فيقول: وغر الدمستق عند تحركه إلى ثغور المسلمين قول من كان يواليه على سيف الدولة من أهل تلك البلاد، إنه ثقيل المرض، شديد الشكية والألم، فتحرك وقد أمن إغاثة سيف الدولة للثغر، وتحقق ما كان فيه من الألم والضر.