للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيقول: إن الذي أجرى إليه الأستاذ كافور من الاستيلاء على الفضل، والتقدم في الانفراد باحتياز الشكر، مدى بلغته أقصاه نفس له كريمة، عالية شريفة، لا ترضى من المكارم إلا ببلوغ غايتها، ولا تقنع من الفضائل إلا باستيعاب نهايتها.

ثم قال: دعته تلك النفس إلى اكتساب المجد، والانفراد بالشكر والحمد، فلباها بأنفذ بصيرة، وساعدها على ذلك بأثبت عزيمة، وقد خالف غيره من الملوك أنفسهم، بالقعود عن مثل ما بدر إليه، وزهدوا في ما أظهر هو الحرص عليه.

ثم قال: فأصبح فوق العالمين يرونه، قد فاقهم بمرتبته، واستعلى عليهم بمنزلته، وإن كان تواضعه يدنيه إليهم، وكرمه يعطفه عليهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>