للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بهم.

وَأَنْتَ الذي تَغْشَى الأَسِنَّةَ أَوَّلاً ... وتَأْنَفُ أَنْ تَغْشَى الأَسِنَّةَ ثَانِيا

إذا الهِنْدُ سَوَّتْ بَيْنَ سَيْفي كَرِيْمَةٍ ... فَسَيْفُكَ في كَفَّ تُزِيلُ التَّساوِيا

ومِنْ قَوْلِ سَامٍ لو رآكَ لِنَسْلِهِ ... : فَذَى ابْنَ أَخي نَسْلِي ونَفْسِي وماليَا

الغشيان: المباشرة، وأسنة الرماح: معروفة، والأنفة: الغضب والحمية، والهند أمة محكمة لطبع السيوف، إليهم تنسب السيوف الهندية، والكريهة: شدة الحرب، وسام بن نوح، ومن نسله جميع البيضان، وحام أخوه، ومن نسله جميع السودان.

فيقول مخاطبا لكافور: وأنت الذي تسمو إلى الحرب غير متهيب، وتبادر نحوها غير متوقع، فتغشى الأسنة أولا قبل جيشك، وتقدم عليها مدلا بنفسك، ولا تأتيها ثانيا مقتديا بغيرك، ولا تاليا مسبوقا في فعلك.

ثم قال: إذا الهند سوت بين سيفين في إحكام صنعتهما، وكرامة جوهرهما، فالذي يصير منهما في كفك، فأنت ترفع التساوي عنه، وتوجب الفضل له بثبات ضربتك له، وشدة قوتك.

ثم قال: ومن قول سام بن نوح لنسله، لو رأى تصاغرهم عن قدرك، وتقصيرهم عن بلوغ غايات فضلك: أفدى ابن أخي هذا بنفسي، ومن انسلته، ومالي وما ملكته. فأشار إلى أن فضيلة بني حام بكافور ظاهرة، وزيادتهم على بني سام بموضعه بينه.

مَدَّى بَلَّغَ الأُسْتَاذَ أَقْصَاهُ رَبُّهُ ... وَنَفْسٌ لَهُ لَمْ تَرْضَ التَّنَاهِيا

دَعَتْهُ فَلَبَّاها إلى الفَضْلِ والعُلاَ ... وَقَدْ خَالفَ النَّاسُ النُّفوسَ الدَّواعِيا

فَأَصْبَحَ فَوْقَ العَالَمِيْنَ يَرَوْنَهُ ... وَإِنْ كَانَ يُدْنِيهِ التَّكَرُّمُ نَائِيَا

المدى: الغاية، والأستاذ: كافور، والتناهي في الأمور: بلوغ آخرها، والتلبية: الإجابة بالطاعة، والنأي: البعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>