للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متقاربة، وظواهرها متشابهة، وكذلك الرجال تكشف فضائلهم الخبرة، وتبين غناءهم التجربة.

وَإِنَّكَ لَلْمَشْكُورُ في كُلَّ حَالةٍ ... ولو لَمْ يَكُنْ إِلاَّ البَشَاشَةَ رِفْدُهُ

وكلُّ نَوَالٍ كانَ أَو هُو كائِنٌ ... فَلَحْظَةُ طَرْفٍ مِنْكَ عِنْديّ ندُّهُ

وإِني لَفي بَحْرٍ مِنَ الخَيْرِ أَصْلُهُ ... عَطَايَاكَ أَرجو مَدَّها وهي مَدُّهُ

البشاشة: الترحيب، والرفد: العون بالعطاء، ومد البحر: زيادته وتكاثره.

فيقول لكافور: وإنك للجدير بالشكر، والمستحق لأكرم الذكر، ولو لم يكن عطاؤك إلا برك، ونوالك إلا ترحيبك وبشرك.

ثم قال: وكل نوال سبق قبلك، أو ما يمكن أن يكون بعدك، فلحظة طرف منك تفي بذلك وتعدله، وتزيد عليه وتفضله؛ لأن مشاهدتك أمان من الفقر، والنظر إليك استظهار على الدهر.

ثم قال: وإني لفي بحر من مواهبك، وغمرة من فواضلك، وعطاياك مرجوة لمد ذلك البحر، ومتابعة ذلك الفضل، وهي عند أتم ما يبلغه الرجاء من مواصلة ذلك المد، وارتهان أوفر الشكر والحمد. وكنى بالبحر ومده عن متابعة كافور عليه بفضله.

وما رَغْبَتي في عَسْجَدٍ أَسْتَفِيْدُهُ ... ولكِنَّها في مَفْخَرٍ أَسْتجِدُّهُ

يَجُودُ بِهِ مَنْ يَفْضَحُ الجُودَ جُودُهُ ... ويَحْمَدُهُ مَنْ يَفْضَحُ الحَمْدَ حَمْدُهُ

فإِنَّكَ ما مَرَّ النُّحوسُ بِكَوْكَبٍ ... وقابَلْتَهُ إِلاَّ ووجْهُكَ سَعْدُهُ

العسجد: الذهب.

فيقول: وما رغبتي في وفر أدخره، ومال أكتسبه، ولكنها في كرامة أستجد فخرها، ورتبة من الشرف أخلد ذكرها.

ثم قال، وهو يشير إلى كافور: يجود لي بتلك الرتبة، ويخصني بتلك الرفعة، من

<<  <  ج: ص:  >  >>