للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نزلنا على ماء كأن مذاقه ... جني النحل لا يَفنى ولا يتكدر

قال المتنبي:

وليلاً توسَّدنا الثَّويةَ تحته ... كأن ثراها عنبر في المرافق

لم يقصر المتنبي في تبديل المفارق بالمرافق وأحسن ما شاء.

مخيم الراسبي:

سرى نحوهم جيش على الأرض زَحْفُه ... وزَحْمتُه جازتْ بطونَ الفراقد

وخدّت بأيديها الجيادُ صخورها ... فتحسبُ ما فيها مَجَرَّ الأساود

وفوق ثناياها رءوسٌ تبددت ... كَمَالٍ توَّلتْ نقدَه كفُّ ناقد

قال المتنبي:

خميسٌ بِشرق الأرض والغربِ زَحْفُه ... وفى أذن الجوزاء منه زَمَازِم

إذا زَلِقَت مَشَّيْتَها ببطونها ... كما تَتَمشى في الصعيدِ الأراقم

نثرتهمُ فوقَ الأحيدب نَثْرة ... كما نُثِرتْ فوق العروس الدراهم

أبدع المتنبي ما شاء حين بدّل الناقد والمال بالعروس والنثار، وصيّر الأساود

أراقم، وجعل الفراقد الجوزاء.

معبد بن طوق البصري، وهو شاعر مبدع يمدح:

تذل له القواضب والعوالي ... وتخدمه المسومة العراب

إذا أغضبته صافحت منهم ... حساماً ليس يحجبه القراب

وإن أرضيته قابلت نفساً ... تضئ فلا يغطيها سحاب

<<  <   >  >>