للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المختلفة، بينما ركز الفصل الحادي عشر على دراسة التيار الأندلسي الذي تبنته " الجماعة الإسلامية في الأندلس". وانتهى الكتاب في الفصل الثاني عشر بإعطاء فكرة موجزة عن الشتات الأندلسي المعاصر.

وقد اعتمدت في كتابة هذا المؤلف على مراجع معظمها إسبانية، وبعضها لمؤلفين مسلمين من أندلسيين وغيرهم أو غربيين. وقد أتيت في آخر كل فصل بالمراجع المستعملة، التي يزيد عدد جميعها على الخمسمائة.

وهدفي الأول من إخراج هذا التصنيف هو التعريف بالنضال الأندلسي المتواصل منذ سقوط غرناطة إلى اليوم، وتوضيح جذور الشعب الأندلسي المعاصر المتأصلة في الهوية الإسلامية، وتسليط النور على القوى الدافعة للانبعاث الإسلامي داخل الشعب الأندلسي. فالأندلس ليست خيالاً فقط كما يتصوره الكثيرون، وليست أشعار ابن زيدون وابن الخطيب وغيرهما كما يتخيلها البعض، وليست قصر الحمراء ومسجد قرطبة الأعظم كما يمكن أن يراها آخرون. فأشعار ابن زيدون وابن الخطيب وقصر الحمراء ومسجد قرطبة الأعظم وخيال الأندلس وغناه، كلها معالم من إنتاج شعب مسلم ناضل في سبيل الإسلام وتغنّى للإسلام وتحمس للإسلام وعاش للإسلام لمدة قرون. وذلك الشعب لا زال حيًّا قائمًا له ذكرى وإن كانت مشوشة وآمال وإن كانت غير واضحة وشخصية وإن كانت مقزمة، وهو القائم اليوم تحت أسماء مستعارة وبشكل يتنافى مع ماضيه، ولكن تحت تلك الأشكال لا زال وميض من شخصيته الإسلامية قائمًا، أصبح يقوى عند الكثير من شبابهم المثقف وينتقل إلى شعلة موذنًا بصحوة إسلامية يخرج نورها من بين الرماد، مظهرة في آن واحد عظمة الإسلام وأصالة الشعب الأندلسي، فهذا الشعب جدير باهتمام الأمة الإسلامية وجدير بها أن تحتضن صحوته وتنهي يتمه.

ويعود سبب عزمي إلى تصنيف هذا الكتاب إلى مطالبة بعض الأخوة الأندلسيين المتواصلة، منهم: الأخ الكريم الأستاذ عبد الرحمن مدينة مليرة، والأخ الكريم الأستاذ عبد الرحمن معنان حبصاوي، وغيرهم، كما طلبني عدة مرات لتصنيفه عدد من الإخوة في شرق البلاد الإسلامية وغربها. منهم: الدكتور الأستاذ ظفر إسحق الأنصاري، مدير عام مركز الدراسات والأبحاث الإسلامية بالجامعة الإسلامية بإسلام آباد، باكستان، والأستاذ الدكتور سيد زين العابدين رئيس مركز دراسات الأقليات الإسلامية، بلندن، بريطانيا، ورئيس تحرير مجلتها العلمية، والأستاذ الدكتور حسن

<<  <   >  >>