الرموز الإسلامية كالعلم والنشيد الوطني والاعتزاز بالتاريخ الإسلامي. ثم أعطت الدولة الإسبانية حرية العقيدة للجميع، فظهر الإسلام الأندلسي من جديد لأول مرة بعد سقوط غرناطة، وأخذ العائدون إليه ينتظمون في جمعيات إسلامية. وكانت هذه العودة عبر طريقين: الصوفي، الذي يعم باقي أوروبا، الناتج عن بحث عميق بسبب الضياع العقيدي والروحي والأخلاقي الذي يعيش فيه شباب الغرب؛ والأندلسي، وهو الأقوى، الناتج بصفة طبيعية عن الوجود الإسلامي الأندلسي المتواصل. وقد تبنى هذا الاتجاه الأخير أفكار بلاس انفانتي كاملة، بما فيها ضرورة رجوع شعب الأندلس إلى الإسلام عقيدة وإلى العربية لغة كي يستعيد شخصيته كاملة، ويحرر نفسه من الهجمة الصليبية التي مزقت لعدة قرون شخصيته وعقيدته وثقافته وشرفه وتاريخه وحاضره.
ويسرد هذا الكتاب قصة الوجود الإسلامي في الأندلس منذ سقوط غرناطة إلى اليوم، ويفسر الصحوة الإسلامية المعاصرة، ويحاول تحديد ملامحها. وهو مجزأ إلى اثني عشر فصلاً. يلخص الفصل الأول نشأة دولة الإسلام في الأندلس منذ الفتح الإسلامي إلى سقوط غرناطة سنة ١٤٩٢ م، ويفصل الفصل الثاني اضطهاد الكنيسة والدولة للشعب الأندلسي بالتنصير الإجباري منذ سقوط دولتهم إلى سنة ١٥٦٨ م. ويلخص الفصل الثالث مراحل ثورة غرناطة الكبرى (١٥٦٨ - ١٥٧٠ م) التي حاول فيها الشعب الأندلسي بأكبر مجهود ممكن استعادة سيادته وطرد المستعمر. ويقص الفصل الرابع ما تلا انهزام ثورة غرناطة من تشتيت لأهلها وزيادة قهر لجميع الأندلسيين وطمس لشخصيتهم ومتابعة من طرف الدولة والكنيسة. ويعطي الفصل الخامس نظرة إجمالية عن طرد المسلمين الجماعي في الفترة (١٦٠٨ - ١٦١٤ م) بهدف القضاء على الطبقة الرائدة وتسهيل إدماج الجماهير الباقية. ثم يفصل الفصل السادس ديموغرافية الأندلسيين في القرن السادس عشر الميلادي وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية، وقد أصبحوا يسمون في ذلك الحين من طرف أعدائهم بالمورسكيين.
ودرس الفصل السابع استمرار الوجود الإسلامي في الأندلس في القرنين السابع عشر والثامن عشر، بينما وضح الفصل الثامن عوامل تكوين القومية الأندلسية في القرنين التاسع عشر والعشرين. ثم وصف الفصل التاسع انبعاث القومية الأندلسية منذ سنة ١٩٧٥ م، ووضح الفصل العاشر الانبعاث الإسلامي في الأندلس وتياراته