للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأعود لأسأل: وماذا يقصد فضيلته من قوله:

"ويرجع السبب في إطلاق هذا اللقب عليهم أنهم رفضوا الإمام زيد بن علي بن زين العابدين لمخالفته لهم في بعض ما يذهبون إليه في شؤون السياسة" (١)؟!

هل هذه محاولة عن قصد وعمد لتبرئة القوم من الشناعة التي لزمتهم بأن الشيعة لم يرفضوه لمخالفته لهم في بعض ما يذهبون إليه في شئون السياسة، بل رفضوه لأنه لم يرض أن يشتم ويطعن في أبي بكر وعمر؟! إذن إليك ما يرويه الشيعي مرزا تقي خان في كتابه الكبير في التاريخ بالفارسية:

"إن ناساً من رؤساء الكوفة وأشرافها الذين بايعوا زيداً حضروا يوماً عنده وقالوا له:

رحمك الله. . ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟

قال: ما أقول فيهما إلا خيراً، كما لم أسمع فيهما من أهل بيتي (بيت النبوة) إلا خيراً، ما ظلمانا ولا أحداً غيرنا، وعملا بكتاب الله وسنة رسوله.

فلما سمع منه أهل الكوفة هذه المقالة رفضوه.

فقال زيد: رفضونا اليوم، ولأجل ذلك سموا بالرافضة" (٢).

فلم يرفضوه يا سيدي الدكتور لمخالفته لهم في بعض ما يذهبون إليه في شئون السياسة كما أردت إفهام ذلك للناس!!.

أو فهمته خطأ بغير عمد ولا قصد، فسامحك الله إذن.

وما أكثر ما أخطأ فهمك، وضل عنك رشدك، وخانك علمك في هذا الكتيب الصغير، فرحماك يا رب!

وزيد بن علي هذا لم يكن رجلاً عادياً حتى في نظر الشيعة أنفسهم حيث يلقبونه "بحليف القرآن" (٣).


(١) بين الشيعة وأهل السنة ص١٠
(٢) ناسخ التواريخ للميرزا تقي خان الشيعي ج٢ ص٥٩٠ تحت عنوان أحوال الإمام زين العابدين
(٣) انظر: الإرشاد للمفيد ص٢٦٨ تحت عنوان ذكر أخوة الباقر

<<  <   >  >>