للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} (١). وأما النصر، فهو انتصار الجماعة التي غضبت للحق واستشهدت في سبيله. فلن تفعل حين انتصارها إلا ما يوطد أركان الحق في الأرض، ويمنع البغي والفساد بين الناس: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} (٢). وهذا كما ترون تحديد لأعمال الدولة المنتصرة ورسالتها بعد النصر: سمو بالروح، وعدالة في المجتمع وتعاون على الخير ونفع الناس، ومكافحة للشر والفساد في الأرض.

هذه هي مبادئ الحرب في حضارتنا، وتلك هي أخلاقنا الحربية: عدل ورحمة ووفاء.

وليس يكفي هذا في رأينا للإشارة بروح حضارتنا المسالمة في الحرب، فالمبادئ وحدها ليست دليلاً على سمو أمة وإنسانيتها. ولطالما رأينا أمما تحمل للناس أرفع المبادئ وهي تعيش معهم في أقساها وأخسها وأبعدها عن الإنسانية والرحمة!


(١) النحل- ٩١.
(٢) الحج- ٤١.

<<  <   >  >>