للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أنس رضي الله عنه: أن يونس حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت قال: اللهم {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فأقبلت هذه الدعوات تحف العرش فقالت الملائكة: يا رب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة! فقال: أما تعرفون ذاك؟ قالوا: لا يا ربنا ومن هو؟ قال: عبدي يونس. قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوه مجابة؟! قال: نعم. قالوا: يا رب، أفلا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال: بلى. فأمر الحوت فطرحه بالعراء فأنبت الله عليه اليقطينة. (١).

وقال عوف الأعرابي: لما صار يونس في بطن الحوت ظن أنه قد مات ثم حرك رجليه فلما تحركت سجد مكانه ثم نادى يا رب اتخذت لك مسجدا في موضع ما اتخذه أحد (٢).

وهكذا نجى الله نبيه يونس -عليه السلام- وأخرجه من بطن الحوت؛ قال تعالى: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ. (٣)

وذلك لما اعتصم بربه والتجأ إليه وناداه وحده سبحانه وتعالى?

[٥ - الاعتصام بالله عند زكريا -عليه السلام-]

واعتصم بالله نبي الله زكريا -عليه السلام- حين طلب أن يهبه الله ولدا يكون من بعده نبيا وقد بلغ به العمر عتيا


(١) الدر المنثور -٥/ ٦٦٨ - ابن كثير - ٦/ ٢٢٣٨.
(٢) الطبري ١٧/ ٨١ - ابن كثير -٥/ ٢٣٣٨.
(٣) سورة الأنبياء

<<  <   >  >>