للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليم بكل شيء، لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه، والخلق مقهورون تحت قبضته، وهو رب العالمين وأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين وأقدر القادرين وأحكم الحاكمين، الذي له الخلق والأمر، فالأمر أمره والكون كونه والخلق خلقه، ولا إله غيره والكل عبيد له، يأمر وينهى، ويسمع ويبصر، ويرضى ويبغض، ويتأذى ويفرح، ويحب ويسخط، ويعطي ويمنع، وينفع ويضر، ويحيي ويميت، ويثيب ويعاقب، يجيب دعوة المضطرين من عباده، ويغيث ملهوفهم، ويعين محتاجهم، ويجير كسيرهم، ويغني فقيرهم، ويعز ذليلهم، مالك الملك يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وكل شئ إليه فقير، إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون؛ يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.

وله الجمال والجلال والكمال والعزة والسلطان، يرحم إذا استرحم، ويغفر إذا استغفر، ويعطي إذا سُئل، ويجيب إذا دُعي، ويغفر إذا أخطأ العبد، ويقبل التوبة لمن تاب، ويسقي العباد إذا استسقوا، ويستر من استتر، يكرم من يشاء ويهين من يشاء، ويهدي من يشاء ويضل من يشاء، ويعفو عمن يشاء ويعذب من يشاء (كل يوم هو في شأن) من شأنه يغفر ذنبا ويكشف كربا ويرفع أقواما ويضع آخرين؛ فالله هو الاسم الذي ما ذكر في قليل إلا كثره، وما ذكر في هم إلا فرّجه، وما ذكر في غم إلا أزاله، وما ذكر في ضر إلا كشفه، وما ذكر في فقر إلا أغناه، وما ذكر في شدة إلا نحاها، وما ذكر في عسر إلا يسره، وما ذكر في قحط إلا أخصبه، وما ذكر في مرض إلا شفاه، وما دعاه مظلوم إلا نصره، من توكل عليه نجاه، ومن توثق به وقاه، ومن دعاه أجابه، ومن استنصر به نصره، ومن استغاث به أغاثه، ومن ألجأ إليه أمره كفاه، فنعم الله ويا سبحان الله، لا نحصي ثناء كما أثنى على نفسه جل جلاله - قال تعالى:

<<  <   >  >>