للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإن مراكز النشر هذه للدعاية الشيعية صدر عنها في السنين الأخيرة من الكتب التي نهدم فكرة التفاهم والتقريب ما تقشعر منه الأبدان، ومن ذلك كتاب اسمه "الزهراء" في ثلاثة أجزاء نشره علماء النجف وقالوا فيه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إن كان مبتلى بداء لا يشفيه منه إلا ماء الرجال (!) وقد رأى ذلك الأستاذ البشير الإبراهيمي، شيخ علماء الجزائر عند زيارته الأولى للعراق (١). فالروح النجسة التي يصدر عنها مثل هذا الفجور المذهبي هي أحوج إلى دعوة التقريب إلى حاجتنا نحن أهل السنة إلى مثل ذلك. وإذا كان الافتراق الأساسي بيننا وبينهم قائماً على دعواهم أنهم أكثر منا ولاءً لأهل البيت، وعلى دعواهم أنهم يبطنون -بل يظهرون- الحقد والضغينة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قام الإسلام على أكتافهم إلى درجة أن يقولوا مثل هذا الكلام القذر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد كان الإنصاف يقتضي أن يبدءوا هم بتخفيف أحنتهم وضغينتهم عن أئمة الإسلام الأولين. وأن يشكروا لأهل السنة موقفهم النبيل من آل البيت وعدم تقصيرهم بشيء من واجبات الإجلال والتكريم لهم، إلا أن يكون تقصيرنا نحو آل البيت في أننا لم نتخذهم آلهة نعبدهم مع الله، كما هو مشاهد في مشاهدهم القائمة في الناحية الأخرى التي يراد التقريب بيننا وبينها.

إن التجاوب لابد منه بين الطرفين المراد تفاهمهما والتقريب


(١) [قال الألباني: يعني رأى هذا الكتاب ورأى هذه العبارة في نفس الكتاب، يعني هؤلاء الذين يريدون التقريب بين أهل السنة والشيعة ليس هدفهم فعلا التقريب وإنما هدفهم تشييع السني بدليل أنه في الوقت يقومون أو يتظاهرون بالتقريب، يدسون هذه العبارات في الطعن في أجلاء الصحابة وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب وستسمعون فيما يأتي عائشة أم المؤمنين وحفصة أم المؤمنين وغير ذلك، هؤلاء فعلا يريدون التقريب بين السنة والشيعة؟ هيهات هيات ما توعدون]

<<  <   >  >>