للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في حين أن أحقر كوخ كان يؤجر بـ ٣٥٠٠ فرنك شهرياً إضافة إلى ما يدفعه من ضرائب تصل إلى ١٨٠٠ فرنك سنوياً. (١)

وقد كان العمال في صفاقص من عمال شركة الفوسفات الفرنسية يسكنون بمعدل ١٠ عمال في كل كوخ، فيما تحدثت الصحف الفرنسية عن مدينة التنك (مراكش) حيث يسكن ٢٠٠٠٠٠ من العمال وعوائلهم في بيوت أو أكواخ من التنك أو الخشب الذي يلتقطونه من مخلفات الشحن، وقد تحدثت إحدى الصحف الفرنسية عن القسوة البالغة التي يعيشها العمال المغاربة وعائلاتهم في هذه البيوت من غير توفر أي إجراءات تضمن صحتهم وسلامتهم. (٢)

ونتيجة لضعف رواتب العمال في مراكش وانتشار الفقر بأبشع صوره كتب أحد أطباء وادي الداد في جنوب مراكش: " إن الأطفال في هذه البلاد يأكلون التراب. لماذا؟ أذلك من الفقر أو الجوع أم أنها عادة مجهولة المنشأ؟ لا أستطيع أن أقول شيئاً، ولكن هذا الواقع ماثل هنا. إن الأطفال يأكلون التراب ويصابون بالأمراض الخطيرة: فقر الدم وتضخم الطحال .... ". (٣)

وقد اقتصر غذاء الأسرة المراكشية في الغالب على عدة أقراص من الشوفان، فيما ذكرت إحصائيات فرنسية في عام ١٩٤٥م أنه " من أصل المليون والثلاثمائة عائلة جزائرية تعيش من الزراعة وتربية المواشي ثمة ٨٠٠ ألف إلى مليون يجب أن تعتبر عائلات محتاجة ومعوزة ". (٤)

وأما المشاريع التي أقامها الاستعمار في البلاد المستعمرة فإنما أقامها لحماية مصالحه " فالجهود المبذولة لكهربة المراكز الثانوية والريفية يجب أن يكون مفهوماً أن التجهيزات المنتظرة إنما يجب أن تقتصر فقط على المشروعات ذات الدخل المضمون.


(١) انظر: الاستعمار الفرنسي في المغرب العربي، هنري كلود، وآخرون، ص (٣٩ - ٤٥).
(٢) انظر: المصدر السابق، ص (٢٤).
(٣) انظر: المصدر السابق، ص (٥١).
(٤) انظر: المصدر السابق، ص (٤١، ٤٩).

<<  <   >  >>