للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأفريقيا وأمريكا، سأرسلهم لجمع المعلومات عن الأقطار. إن ملابسهم تحميهم وتخفي أية نوايا اقتصادية أو سياسية ".

ولما عقد مؤتمر الكنائس المسيحية في سالونيك باليونان (١٩٥٩م) أكد المؤتمر على مساهمة الكنائس للجاسوسية لحساب المستعمر، فطالب "الكنائس في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية أن تراقب خطة التنمية، فتميز بين ما يتفق وإرادة الله وبين عمل الشيطان ".

وفي مؤتمر دلهي (١٩٦١م) قالوا "الكنيسة يجب أن تكون متأهبة للصراع مع الدولة في أي وطن، وتحت أي نظام سياسي". (١)

وينقل المبشر جاك مندلسون قول ملك فرنسا " الدين ضروري لكل الناس، لكنه أكثر ضرورة في المستعمرات الآهلة بالعبيد التي لايمكن أن تحوي أملاً في حياة أفضل إلا بعد الموت" فالدين يستعمله هؤلاء الساسة في تخدير الشعوب، وليكون مطية يحكمون من خلالها الخناق على الشعوب.

وينقل القس المبشر مندلسون ثانية شعور المستضعفين الذي سرقت بلادهم وثرواتهم من قبل تحالف الاستعمار والتبشير فيقول: " إن المبشرين جاءوا إلينا وقالوا: إننا نريد أن نعلمكم العبادة، وقلنا: حسناً. إننا نريد أن نتعلم العبادة. وطلب المبشرون منا أن نغلق أعيننا، وفعلنا ذلك، وتعلمنا التعبد، وحينما فتحنا أعيننا وجدنا الإنجيل في يدنا، ووجدنا أراضينا قد اغتصبت".

ثم يواصل مندلسون فيقول " لقد تمت محاولات نشيطة لاستعمال المبشرين، لا لمصلحة المسيحية، وإنما لخدمة الاستعمار والعبودية "

يقول رئيس الأساقفة لونز ماركس في عام ١٩٦٠م عن نشاط الإرساليات الذي يديره في موزمبيق: " إن النشاط الإرسالي يمنح البرتغال فخراً في المنظمات العالمية السامية، ويكون سنداً قوياً للسيادة البرتغالية ". (٢)

ومن المهمات التي أداها التبشير للاستعمار تجميل صورته القبيحة التي رسمها بظلمه وجبروته عند الناس يقول رينيه بوتيه في كتابه " الكاردينال لا فيجيري ": " إن العمل


(١) انظر: حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر، أحمد عبد الوهاب، ص (١٢٧ - ١٢٨).
(٢) انظر: المصدر السابق، ص (١٢٧ - ١٢٨، ١٣٣ - ١٣٤).

<<  <   >  >>