للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الوطني الذي قام به لافيجيري بدأ مع عمله التبشيري، بدأ بنشره على السوريين تلك العطايا التي تمنحها الكنيسة الكاثوليكية، إنه جعل فرنسا محبوبة (لدى السوريين)، وأضاف إلى الحقوق القديمة التي كنا نملكها نحن الفرنسيون على تلك المنطقة حقوقاً جديدة .... في الجزائر استطاع أن يهب كل ما في استطاعته لإظهار حبه لفرنسا .... أراد لافيجري أن يحبب فرنسا إلى الناس باسم المسيح ". (١)

ويقول القس سيمون في مؤتمر لكنو في الهند (١٩١١م): " إن العامل الذي جمع هذه الشعوب (الإسلامية) وربطها برابطة الجامعة الإسلامية هو الحقد الذي يضمره سكان البلاد للفاتحين الأوربيين، ولكن المحبة التي تبثها إرساليات التبشير النصرانية ستضعف هذه الرابطة، وتوجد روابط جديدة تحت ظل الفاتح الأجنبي ". (٢)

وقد كان إغراء الساسة ببلاد المسلمين واستعمارها أحد أعمال المبشرين، يقول المبشر إشعيا بولمان في مجلة " العالم الإسلامي " بأن الخوف من الإسلام ينبغي أن لا ينساه الغربيون، ذلك أن الإسلام كما يقول إشعيا بومان يتسع دائماً متسلحاً بالجهاد، وما من أمة حاولت قهره إلا وخسرت أضعاف ما خسر، ولذا فهو يقترح اتفاق فرنسا وبريطانيا على سياسة السيطرة على الشواطئ الإسلامية حتى تصل بسهولة الإمدادت العسكرية.

وهذا ما صنعه الإيطاليون حين جاءوا إلى ليبيا، وغيرهم فعل مثله عند احتلالهم بلاد المسلمين. (٣)

والذي دفع حركة التبشير إلى التفاني في خدمة الاستعمار والتمكين لهم إيمانهم بأن نجاح التنصير متوقف على نجاح الاستعمار وبقائه، وهو ما عبر عنه المنصر لورانس براون حين قال " لم يحدث انتقال واسع من الإسلام إلى النصرانية في قطر ما إلا بعد أن يخضع ذلك القطر لحكومة غربية مسيحية ". (٤)


(١) انظر: التبشير والاستعمار في البلاد العربية، مصطفى خالدي وعمر فروخ، ص (١٢٦).
(٢) انظر: الغارة على العالم الإسلامي، شاتليه، ص (١٠٢ - ١٠٣).
(٣) انظر: التبشير والاستعمار في البلاد العربية، مصطفى خالدي وعمر فروخ، ص (١٣٠ - ١٣١)، التبشير والاستشراق، محمد عزت الطهطاوي، ص (٨٥).
(٤) انظر: الإسلام والتحدي التنصيري، عمر بابكور، ص (١١٦).

<<  <   >  >>