للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي عام ١٩٣١م أصدر شوفلر مسئول فرنسا في بلاد العلويين قراراً يسهل الانتقال إلى النصرانية، فسهل الإجراءات أمام المتنصرين، وجعل ذلك يتم في جلسة لمحكمة عادية، وألغى الإجراءات المعقدة التي كانت قائمة حينذاك. (١)

وفي الجزائر دفع القائد الفرنسي روفيجو بأجمل مساجد الجزائر ليحوله إلى كادرائية الجزائر ويتحدث القس سوشيه الوكيل العام لأسقف الجزائر في كتابه " رسائل مفيدة ومشوقة عن الجزائر" فيقول واصفاً الجنرال الفرنسي فاليه: " إنه يرغب أن يستتب الدين المسيحي، وأن يحترمه الجميع إنه يريد أن يضاعف من عدد الصلبان والكنائس في الجزائر. إن مولاي - الملك - يستطيع أن يفعل ما يشاء مع رجل مثل المسيو فاليه الذي اختار أجمل مسجد في قسطنطينة ليجعل منه أجمل كنيسة في المستعمرة ". (٢)

ولم تتوقف العلاقة بين حركتي التبشير والاستعمار عند نقطة المصالح المشتركة بل إنا نجد أن الأخلاقيات السيئة للاستعمار من قتل وبطش قد حصلت بمباركة وأحياناً بمشاركة رجال الكنيسة.

ويقول المسيو أوجين يونج وكيل حكومة التونكين الفرنسية في كتابه " استعباد الإسلام - الحرب الصليبية الجديدة " بأن بابا الفاتيكان يخطط دون ملل وكلل لحروب صليبية جديدة.

كما أن النظرة الاستعمارية الفوقية للشعوب المستعمرة هو أمر آخر تأثرت به حركة التبشير، وفي ذلك يقول ستيفن نيل: " في القرن التاسع عشر خضع المبشرون إلى العقد الاستعمارية التي تقول بأن الرجل الغربي فقط هو الإنسان بكل ما تعنية هذه الكلمة ... فحتى عام ١٩١٤م لم يكن لدى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أي أسقف من أصل غير أوربي - سوى أربعة - .... طالما كان الجنس الأبيض في استطاعته أن يقدم مورداً لا ينضب


(١) انظر: التبشير والاستعمار في البلاد العربية، مصطفى خالدي وعمر فروخ، ص (١٥٢، ١٥٧)، التبشير والاستشراق، محمد عزت الطهطاوي، ص (٨٨ - ٨٩).
(٢) انظر: الاستعمار. أحقاد وأطماع، محمد الغزالي، ص (٣٩).

<<  <   >  >>