للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من الأساقفة فإنه لا يمكن أن يوجد رجل واحد من الأجناس الصفراء والحمراء والبنية والسوداء يستطيع حمل ثقل الأسقفية ". (١)

وقد كان محاربة الإسلام هدفاً أصيلاً للمستعمر، ومن صوره ما ذكره الكاتبان الفرنسيان كوليت وفرانسيس جانسون فقالا: " لعل العبث بالدين الإسلامي كان هو المجال المفضل لدى القائد الفرنسي في (الجزائر) روفيجو، فقد وقف هذا القائد الفاجر، ونادى في قومه: إنه يلزمه أجمل مسجد في المدينة ليجعل منه معبداً لإله المسيحيين، وطلب إلى أعوانه إعداد ذلك في أقصر وقت ممكن " ثم أشار إلى جامع القشاوة، فحولوه إلى كنيسة بعد شلالات من الدم، وسمي "كادرائية الجزائر ". (٢)

ومن أعمال المستعمر أيضاً إيجاده للفرق الإسلامية الضالة ورعايته لها، فالقاديانية والبهائية نشأتا في ظل الاستعمار ولتحقيق أهدافه، فقد نشأت القاديانية في الهند إبان الاستعمار الإنجليزي ١٩٠١م، وكان من أهم دعاوى غلام القادياني المتنبئ الكذاب أن زعم بوجوب موالاة الإنجليز وتحريم قتالهم وإبطال الجهاد بعد أن كانت حركة ابن عرفان الشهيد قد أقضت مضاجعهم عام ١٨٤٢م، فكتب غلام قاديان في مقدمة كتابه " ترياق القلوب " يقول: " لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها، وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضه إلى بعض لملأ خمسين خزانة ".

ولما أراد أحمد خان بهادر (من الهند) أن يتقرب إلى المستعمرين الإنجليز كتب في عام ١٨٦٢م كتاباً تحدث فيه عن أصالة الكتب المقدسة عند النصارى وعدم تحريفها، ثم نادى بالإلحاد، وكتب تفسيراً للقرآن ملأه بالتحريف والتخريف، ثم بنى مدرسة سماها مدرسة المحمديين تغريراً بالمسلمين.


(١) انظر: حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر، أحمد عبد الوهاب، ص (١٤١)، التبشير والاستشراق، محمد عزت الطهطاوي، ص (٨٤).
(٢) انظر: الاستعمار. أحقاد وأطماع، محمد الغزالي، ص (٣٧).

<<  <   >  >>