للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وظهرت البهائية في حين سيطرة الروس على شمال إيران، ولما قتل الباب عام ١٢٦٦هـ، ظهرت البهائية على يد تلميذ الباب، وما تزال إلى هذا اليوم برعاية دولة إسرائيل، ولها مركز في مدينة حيفا المحتلة. (١)

وعلى هذا المنوال نسج المستعمرون في كل بلد نزلوا فيه، فاثاروا الفتن الداخلية والدعوات الشعوبية أو القبلية أو المذهبية بغية تمزيق الأمة وإضعاف وحدة الشعوب المغلوبة لتحقيق أكبر المكاسب الممكنة. (٢)

ولدى خروج المستعمر من بلاد المسلمين سلم مقاليد الأمور إلى أصحاب الولاءات المختلفة، ففي الهند التي حكمها المسلمون عشرة قرون، وعملوا سنين طويلة على طرد المستعمر وبذلوا في ذلك الغالي، ولما تحقق الاستقلال عام ١٩٤٧م أسلم الإنجليز مقاليد السياسة والجيش والتعليم إلى الهندوس ليبدأ هؤلاء في إذلال وتجهيل المسلمين.

وفي عام ١٩٤٨م أعطى الإنجليز أرض فلسطين للعصابات اليهودية لتؤسس ما يسمى اليوم بدولة إسرائيل، فيما ألحقت جزيرة زنجبار المسلمة بدولة تنزانيا النصرانية.

كما قد حرص المستعمرون على إفساد الحياة الدينية والاجتماعية للمسلمين وهو ما عبر عنه نابليون في رسالته إلى نائبه في مصر كليبر حيث يقول:" كنت قد طلبت مراراً جوقة تمثيلية، وسأهتم اهتماماً خاصاً بإرسالها لك، لأنها ضرورية للجيش، وللبدء في تغيير تقاليد البلاد "، كما طلب إليه في نفس الرسالة أن يجمع ٥٠٠ أو ٦٠٠ شخص من المماليك أو العمد أو المشايخ وأن يرسلهم إلى فرنسا " يحجزون لمدة سنة أو سنتين يشاهدون في أثنائها عظمة الأمة الفرنسية ويعتادون على تقاليدنا ولغتنا، ولما يعودون إلى مصر يكون لنا فيهم حزب يضم إليه غيرهم ". (٣)


(١) انظر: أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها، عبد الرحمن حبنكة الميداني، ص (٢٧٣ - ٢٨٠)، الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار، محمد البهي (٤١ - ٤٢، ٤٩، ٦٣ - ٦٥).
(٢) انظر: التبشير والاستعمار في البلاد العربية، مصطفى خالدي وعمر فروخ، ص (١٤٠ - ١٤٣)، التبشير والاستشراق، محمد عزت الطهطاوي، ص (٨٦)، حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر، أحمد عبد الوهاب، ص (١٧٤ - ١٧٧).
(٣) انظر: رسالة الطريق إلى ثقافتنا، محمود شاكر، ص (١٠٩).

<<  <   >  >>