للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتحدثون، فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون، ويتبسم - صلى الله عليه وسلم -) (١).

وحتى يتمكن الصحابة الكرام من التمازح؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يلتفت إذا مشى، وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو الشيء، فلا يلتفت حتى يرفعوه، لأنهم كانوا يمزحون ويضحكون، وكانوا قد أمنوا التفاته - صلى الله عليه وسلم - (٢) فالصحابة يعرفون قدر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهابون المزاح أمامه، وهو لا يريد أن يضيق عليهم فيما أحله الله لهم.

المزاح المذموم:

والمزاح يصبح حراماً إذا صاحبه مخالفة شرعية، كالكذب والترويع وغيرها مما بينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد يخرج صاحبه عن الغاية التي شرع لأجلها.

فالبعض يمزح، ويكذب في مزاحه، ويعلله بأنه كذب أبيض، يقصد أن إضحاك الحضور وبعث السرور في نفوسهم، ولم يدر المسكين أن الكذب لون واحد محرم، سواء أكان هذا


(١) أخرجه مسلم ح (٦٧٠).
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط ح (٣٢١٦)، قال الهيثمي: إسناده حسن، مجمع الزوائد (٨/ ٣٠٣).

<<  <   >  >>